الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذا الكتاب لم نطلع عليه.
وأما العمل بالمجربات، فقد تكلم عليها أهل العلم، فجوزوا العمل بتجارب الصالحين في الرقية بالقرآن والأدعية الشرعية؛ كما قدمنا بالفتوى رقم: 151195
وأما ما لا يعقل معناه ونحوه، فلا يجوز العمل بتجارب الناس عنه.
قال الشيخ حافظ الحكمي في سلم الوصول في بيان ما تشرع الرقية به، وما تمنع:
ثم الرقى من حمة أو عين * فإن تكن من خالص الوحيين
فذاك من هدي النبي وشرعته * وذلك لا اختلاف في سنيته
أما الرقى المجهولة المعاني * فذاك وسواس من الشيطان
وفيه قد جاء الحديث أنه * شرك بلا مرية، فاحذرنه
إذ كل من يقوله لا يدري * لعله يكون محض الكفر
أو هو من سحر اليهود مقتبس * على العوام لبسوه فالتبس.
وقال في شرح هذه الأبيات: أما الرقى التي ليست بعربية الألفاظ، ولا مفهومة المعاني، ولا مشهورة، ولا مأثورة في الشرع البتة، فليست من الله في شيء، ولا من الكتاب والسنة في ظل ولا فيء، بل هي وسواس من الشيطان أوحاها إلى أوليائه؛ كما قال تعالى: وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ. وعليه يحمل قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود: إن الرقى والتمائم، والتولة، شرك. وذلك لأن المتكلم به لا يدري أهو من أسماء الله تعالى، أو من أسماء الملائكة، أو من أسماء الشياطين، ولا يدري هل فيه كفر أو إيمان، وهل هو حق أو باطل، أو فيه نفع أو ضر، أو رقية، أو سحر. انتهى.
والله أعلم.