الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يهدي قلبك ويثبتك، ونبشرك بأن كره الوساوس والنفور منها، والبكاء، علامة على صحة الاعتقاد. وهذا الشك الذي يدور بعقلك هو من وساوس الشيطان، فالمشركون الذين بعث إليهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يعتقدون أن الله هو الخالق لهم وللكون، ولكل شيء، وإنما كان شركهم في صرف أنواع من العبادة لغير الله ليقربهم - في زعمهم - إلى الله، فكيف بك وأنت تنتمي إلى الإسلام ونشأت على الإسلام ؟! وقد ذكر الله سبحانه هذا في كتابه في مواضع كثيرة منها: قوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ. {العنكبوت:61}. وقال تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ. {العنكبوت:63}. وقال تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ. {الزخرف:87}.
ثم إن من أعظم ما يساعدك على التخلص مما أنت فيه هو أن تعرض عن هذه الوساوس والأفكار الشيطانية، إعراضا كليا، وتشغل نفسك عنها، وأن تبحث عن مجالس العلماء، وتتخير أكثرهم تمسكا بالسنة، والعلم، والعمل بها، وتلازم دروسهم وتصحبهم؛ ليعينوك على الثبات، ودفع هذه الوساوس.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 7950، 12300، 117935 ، 48325 ، 129204 .
والله أعلم.