كره الوساوس والنفور منها علامة على صحة الاعتقاد

4-7-2013 | إسلام ويب

السؤال:
شيخنا الجليل، أغثني بالله عليك. أنا أمر بظروف ‏صعبة للغاية، أمر بالكفر، والشرك، والإلحاد ‏يراودني. وأرى كل آية ولا أؤمن، ولا أستطيع ‏الرجوع إلى ما كنت فيه من نعمة وإيمان.‏
‏ ماذا أفعل؟ ‏
الوسواس يكبر في دماغي، يجعلني لا أؤمن ‏بوجود خالق، أو بخالق لكن ليس هو الله. ‏
ويجعلني أنهار، وأبكي كثيرا بسبب ما أنا فيه. ‏
وعند ما أرى المكتشفات العلمية في القرآن ‏الكريم، أتعجب، ولكن الفكر يبعد في دماغي أن ‏الذي خلق هو صاحب القرآن.‏
ولا أدري ماذا أفعل هل ختم الله على قلبي أم ‏ماذا؟ ‏
لماذا لا أصدق؟ ‏
أمر بظروف، وبأكبر فتنة ولا أجد الطريق. أبكي، وأنهار. ‏
أصلي، وأصلي الفجر في الجامع، ومتطوع في ‏جمعية رسالة. ‏
فهل هذا من ذنوبي أم ماذا وكيف أتوب منها؟ ‏
وكيف يرضى الله عني عز وجل؟
وهل من الممكن أن تكون أبواب ‏الرحمة قد أغلقت في وجهي؟ ‏
أرجوكم ساعدوني وادعو لي. ويا شيخنا ‏شخص لي حالتي وقل لي ماذا أفعل؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فنسأل الله تعالى أن يهدي قلبك ويثبتك، ونبشرك بأن كره الوساوس والنفور منها، والبكاء، علامة على صحة الاعتقاد. وهذا الشك الذي يدور بعقلك هو من وساوس الشيطان، فالمشركون الذين بعث إليهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يعتقدون أن الله هو الخالق لهم وللكون، ولكل شيء، وإنما كان شركهم في صرف أنواع من العبادة لغير الله ليقربهم - في زعمهم - إلى الله، فكيف بك وأنت تنتمي إلى الإسلام ونشأت على الإسلام ؟! وقد ذكر الله سبحانه هذا في كتابه في مواضع كثيرة منها: قوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ. {العنكبوت:61}. وقال تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ. {العنكبوت:63}. وقال تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ. {الزخرف:87}.

ثم إن من أعظم ما يساعدك على التخلص مما أنت فيه هو أن تعرض عن هذه الوساوس والأفكار الشيطانية، إعراضا كليا، وتشغل نفسك عنها، وأن تبحث عن مجالس العلماء، وتتخير أكثرهم تمسكا بالسنة، والعلم، والعمل بها، وتلازم دروسهم وتصحبهم؛ ليعينوك على الثبات، ودفع هذه الوساوس. 

وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 7950، 12300، 117935 ، 48325 ، 129204 .

والله أعلم.

www.islamweb.net