الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البدء لا ينبغي إرسال مثل هذا النوع من الرسائل، لأن هذا الاستحلاف المذكور، إنما هو في الحقيقة سؤال بالله عزّ وجل، وهذا يجعل المرسل إليه في حرج ومشقة، إذ قد لا يتسنى له فعل ما طلب منه، يقول الشيخ العثيمين: لا ينبغي للإنسان أن يلجئ أخاه ويحرجه في قوله: أسألك بالله، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: من سألكم بالله فأجيبوه ـ فإذا قلت للشخص: أسألك بالله أحرجته، لأنه يبقى متردداً هل يجيبك أو لا يجيبك؟ وقد يكون في إجابته لك ضرر عليه، فلا ينبغي للإنسان أن يسأل أخاه هذا السؤال، ولذلك أنا أنصح جميع إخواني المسلمين ألا يقولوا لإخوانهم: أسألك بالله. اهـ.
أما عن تجاهل هذه الرسالة أو الرد عليها: فقد اختلف أهل العلم في إجابة من سأل بالله هل تجب أو تستحب؟ وراجع في ذلك الفتوى رقم: 117303.
وبناء على هذا الخلاف: ينبغي لمن جاءته هذه الرسالة وأشباهها أن يدعو للسائل بما وسعه، ويستشعر في ذلك عظمة المسؤول به، لكن لا يكلف أكثر من ذلك مما فيه عليه ضرر، إذ لا يضر الإنسان نفسه لينفع غيره، يقول العثيمين أيضا: ثم هذا المسئول إذا كان في إجابته ضرر لا تلزمه الإجابة.
والله أعلم.