الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما تقوم به زوجتك من إفشاء أسرار البيت، فهو سلوك خاطئ ولا سيما الأمور المتعلقة بتفاصيل المعاشرة الزوجية؛ فإن إفشاءها حرام، فعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِي قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الأَمَانَةِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِى إِلَى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِى إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا. وعنه أيضاً أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِى إِلَى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِى إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا. صحيح مسلم .
قال المناوي: والظاهر أن المرأة كالرجل، فيحرم عليها إفشاء سره. فيض القدير للمناوي.
فبين ذلك لزوجتك، وحذرها من عواقب هذا السلوك، وأطلعها على كلام أهل العلم في ذلك، وأعنها على تعلم أحكام الشرع، والحرص على الأمور التي تقوي صلتها بربها، كمصاحبة الصالحات، وسماع المواعظ النافعة ونحو ذلك، فإن بقيت على سلوكها الخاطئ، فاسلك معها وسائل الإصلاح بالتدرج فتبدأ بالوعظ، فإن لم يفد، فالهجر في المضطجع، فإن لم يفد، فالضرب غير المبرح، فإن لم تفد معها وسائل الإصلاح، فالطلاق آخر الحلول؛ وللفائدة راجع الفتوى رقم :178143
والله أعلم.