الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على إعجابك بموقعنا، ونسأل الله أن يوفقنا إلى ما فيه نفع المسلمين، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، ويجنبنا الخطأ والزلل بمنه وكرمه عز وجل.
وقد سبق لنا الكلام عن طاعة الوالدين في خلع النقاب، وفي الدراسة في الأماكن المختلطة، وذلك في الفتوى رقم: 31277، والفتوى رقم: 20352 فراجعيهما.
ونوصيك بالتلطف بأمك، والحرص على برها والإحسان إليها، وتحمل ما يمكن أن يصدر عنها من إساءة، فقد يكون ذلك معينا لك على كسب ودها، واتقاء شرها؛ قال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}.
وأما إقناعها فلا يلزم أن يكون من جهتك أنت، بل يمكنك الاستعانة عليها بمن ترجين أن تقبل قوله. ولا تنسي الدعاء، فهو من خير ما يستعان به في تحقيق المرتجى؛ قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}. فقد وعد سبحانه بإجابة من دعاه، وكلما روعيت آداب الدعاء كلما كانت الإجابة أرجى، والدعاء أسمع. وراجعي آداب الدعاء بالفتوى رقم: 119608.
والله أعلم.