الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
بداية: أسأل الله أن يرزقكِ بر والدك، ويعينك على طلب العلم، وبر الوالدين من أعظم ما يحصل معه التوفيق في طلب العلم، فتنبهي.
قال بعض العلماء:" لا أعرف في طلب العلم مثل بري لأبي، كان يموت وهو يدعو لي بالعلم"
تركك للدراسات العليا لا يعتبر عقوقاً لوالدك من الناحية الشرعية، وإذا كان الوالد لا يملك إجبار ولده على الزواج من امرأة بعينها، ولا على أكل طعام لا يشتهيه، إجماعاً حكاه ابن تيمية -رحمه الله- ، فكذلك الدراسة؛ لأن هذا أمر خاص بالولد نفسه- ابناً كان أو بنتاً-. وراجعي الفتوى رقم: 76303
ولكن يحسن هنا أن تشرحي لوالدك – إما مشافهة أو عبر رسالة مكتوبة، أو عبر شخص من أقاربك ممن يحترمهم أبوك- رغبتك في تخصص العلوم الشرعية، وأنك حاولت إرضاءه فيما يريد ولكنك لم تستطيعي ذلك، وأنك حريصة على إرضاءه ما استطعت.
ولو أمكنك الجمع بين الدراستين، مع عدم الإخلال بالواجبات الشرعية، فخيراً وبراً فعلت.
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: المجموعة الأولى السؤال الأول من الفتوى رقم ( 4097 )
س 1: ولد سجل في إحدى المعاهد ليدرس، ولكن والده غير راض بذلك، ويريد من ولده أن يشتغل بالتجارة ولا يدرس. فهل يحق للولد أن يعصي والده ويدرس أم يطيعه ويترك الدراسة ؟
ج 1 : ينبغي للابن أن يجمع بين الحسنيين، فيطلب العلم ويساعد والده على تجارته، وإذا أصر والده على إلزام ابنه لترك طلب العلم والاشتغال بالتجارة؛ فإنه لا يطيعه في ذلك، وليس هذا من العقوق. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو ... الرئيس عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
وأذكرك بالدعاء للوالد، أن يرضى عنك، وأن لا يسخط فعلك، والله –عز وجل-عند ظن عبده به، فليظن به خيراً.-
وأما بخصوص التخبط في الطلب، فالدراسة النظامية، قد تعالج جزءاً من ذلك التخبط، ويمكنك مراجعة كتاب: "حلية طالب العلم " ، للعلامة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد -رحمه الله- ففيه منهج متين.
والله أعلم.