الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما صاحبه بالمعروف، ومن حسن العشرة أن يهتم الرجل بزوجته، ويسأل عن أحوالها ويؤانسها، ويلاطفها ولا سيما حال مرضها. فإن كان زوجك قد أهملك حال مرضك دون عذر، فهو مسيء لعشرتك، والذي ننصحك به أن تتفاهمي معه برفق، وتذكريه بوصية النبي صلى الله عليه وسلم للرجال : "... اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا. متفق عليه. وبقوله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي.
وتتعرفي على سبب إهماله لك، فربما كان له عذر تعرفينه منه، وربما كان غاضبا منك لأمر حصل منك، أو تقصير منك في بعض حقوقه، ويريد إشعارك بذلك حتى تتداركي التقصير.
فقد جاء في طرح التثريب في شرح التقريب: وَفِيهِ اسْتِحْبَابُ مُلَاطَفَةِ الْإِنْسَانِ زَوْجَتَهُ، وَحُسْنُ مُعَاشَرَتِهَا إلَّا أَنْ يَسْمَعَ عَنْهَا مَا يَكْرَهُ، فَيُقَلِّلُ مِنْ اللُّطْفِ لِتَفْطِنَ هِيَ أَنَّ ذَلِكَ لِعَارِضٍ، فَتَسْأَلَ عَنْ سَبَبِهِ فَتُزِيلُهُ، وَفِيهِ اسْتِحْبَابُ السُّؤَالِ عَنْ الْمَرِيضِ. اهـ
وعلى أية حال فالذي ننصحك به أن تصبري، ولا تقابلي جفاء الزوج بجفاء؛ فإن العلاقة بين الزوجين ينبغي أن تقوم على التفاهم والتغاضي عن الهفوات.
والله أعلم.