الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي منَّ عليك بالهداية والإنابة إليه ووفقك لما أنت عليه من الخشية منه والرغبة فيما عنده، وتوبتك صحيحة مقبولة، وأعرض عن الوساوس التي تراودك، فهي من الشيطان لما غلبته على التوبة والفرار من بين يديه جاءك من حيث لا تحتسب يريد تيئيسك من رحمة ربك، فاستعذ بالله من نزغاته.
وخلاصة القول فيما ذكرت حول الأموال التي اعتديت عليها، فما كنت تعلم أصحابها بأعيانهم فالواجب ردها إليهم ولو بطرق غير مباشرة، ولا يجزئ التصدق بحقهم عنهم ما أمكن إيصاله إليهم، لكن لا يلزمك الاعتراف لهم، إذ المعتبر هو وصول الحق لهم فحسب، وأما من من جهلت أعيانهم أو أيست من الوصول إليهم: فيجزئك التصدق بحقهم عنهم، كما فعلت، وأقبل على ربك بالأعمال الصالحة، وأيقن بقبول توبتك ومغفرة ذنوبك، وانظر الفتوى رقم: 6420.
والله أعلم.