الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المراد بالتسليم هنا ليس هو ما ذكر في السؤال، بل إن المراد به التسليم المعلوم المعروف الذي يذكر في التشهد، أو التحية له بالسلام عند لقائه في حياته، قال البغوي في تفسيره: يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه ـ أي: ادعوا له بالرحمة: وسلموا تسليما ـ أي: حيوه بتحية الإسلام. اهـ.
وروى مالك ومسلم عن أبي مسعود الأنصاري قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله، فكيف نصلي عليك؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم.
وعن كعب بن عجرة ـ رضي الله عنه ـ قيل يا رسول الله، أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. رواه البخاري ومسلم.
والله أعلم.