الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فواضح جدًّا أنك مصاب بالوسوسة، ونحن ننصحك بالإعراض عن الوساوس, وعدم الالتفات إليها، ثم اعلم أن التوبة عمل قلبي، فمتى وجد من الشخص الإقلاع عن الذنب, والعزم على عدم العودة إليه, والندم على فعله فهو تائب, وإن لم يتلفظ بلسانه، وأما الاستغفار باللسان فهو طلب للمغفرة, فإن لم تصحبه توبة القلب لم يستلزم الإجابة، وانظر الفتوى رقم: 123668.
ومن وجد منه الندم الحقيقي لم يتصور أنه لم يقلع عن الذنب, ولم يعزم على عدم العودة إليه، وأي شروط التوبة وجد أولًا فالتوبة صحيحة متى استوفت الشروط المذكورة واستجمعتها, فلم يتخلف منها شرط، ومن ثم فإن توبتك التي استوفيت فيها شروطها من الإقلاع عن الذنب, والعزم على عدم العودة إليه, والندم على فعله, صحيحة مقبولة - إن شاء الله - أيًّا كان الشرط الذي وجد أولًا.
وأما الذي تاب على يديك من الردة: فإن شرط صحة توبته أن ينطق بالشهادتين، فإن كان لم ينطق بهما إلى الآن - وهذا مستبعد جدًّا - فإن أمكنك أمره بذلك فافعل.
ولا يلزم من كان بالمدينة أن يخرج منها ليتوب. ولا يلزم من كان داخل المسجد أن يخرج منه ليتوب.
ولو فرض أنه تاب من الردة فقد صار بتوبته ونطقه الشهادتين من أهل الإسلام, وجاز له اللبث في المسجد.
وأما ذكر الله بالاستغفار, أو نطق الشهادتين, أو غير ذلك في المكان المعد لقضاء الحاجة فمكروه، وتشتد الكراهة إذا كان حال قضاء الحاجة، وانظر الفتوى رقم: 121162.
ونعود فنحذرك من الوساوس, والاسترسال معها, فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم.
والله أعلم.