الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يمنّ عليك بالعلم النافع والعمل الصالح.
واعلم أن التوفيق لطلب العلم نعمة من الله يخص بها من يشاء، فحقها أن تشكر, وأن يُثنى على الله عز وجل بها. وننصحك بالمضي والاجتهاد في طلب العلم, مجاهدًا نفسك في إخلاص النية لله في طلبه، ومستعينًا بالله جل وعلا على تحصيله.
والمقصود من العلم هو العمل به, والتقرب إلى الله تعالى، ومن سمات العلم النافع أن يتغير تعامل الشخص مع والديه بعد طلبه للعلم إلى الأفضل، فيزيده العلم برًّا بوالديه, وإحسانًا إليهما، فحينئذ يستبشر الوالدان بطلب ابنهما للعلم, ويفرحان بازدياده منه، وابذل جهدك في بيان فضل العلم لوالدك بأسلوب حسن ملؤه الأدب وخفض الجناح.
ولتعرض عن هذه الوساوس التي ينزغك بها الشيطان ليصدك عن طلب العلم، واعلم أن الاسترسال معها يؤول بها إلى التمكن من القلب، فتصبح الوسوسة داء يعسر التخلص منه، فلتكف عن الالتفات إلى مثل هذه الوساوس, واستخدامك للنت المملوك لوالدك في طلب العلم لا إشكال في إباحته.
وننصحك بإدامة النظر في كتب آداب طلب العلم، ومن أوعبها كتاب جامع بيان العلم وفضله لحافظ المغرب الإمام ابن عبد البر - رحمه الله -.
والله أعلم.