الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أن حق الوالدين عظيم، وبرهما من أو جب الواجبات. كما أن عقوقهما من أكبر الكبائر، فاحذري من عقوق والديك واحرصي على برهما وطاعتهما في المعروف، لكن مكانة الوالدين وحقهما العظيم على الأولاد لا يسوّغ لهما ظلم الأولاد، فالظلم محرم على كل أحد، فكما أن للوالدين حقا فللأولاد حق، وكل مسؤول أمام الله، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ: أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ........ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُمْ..."متفق عليه.
وعَنِ الْحَسَنِ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ الله سائل كل راع عما استرعاه: أحفظ أَمْ ضَيَّعَ، حَتَّى يَسْأَلَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِ بيته. صحيح ابن حبان.
وإساءة الولدين وظلمهما لا تسقط حقهما على الأولاد، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين اللذين يأمران ولدهما بالشرك، وانظري الفتوى رقم: 114460
وعليه؛ فلا يجوز لك رفع الصوت على والدك، لكن لك أن تتخلصي من ضربه وأذاه بالهرب ونحوه، إذا أمكن؛ وتراجع الفتوى رقم: 151685ولا يجوز لك الدعاء على والديك، أما قولك : " اللهم اكفني شرهما " ونحو ذلك فلا حرج فيه.
قال الشيخ ابن باز –رحمه الله- حين سئل عن الدعاء على الأب الظالم: لا يجوز لك الدعاء عليه، ولكن تقولين: اللهم اهده، اللهم اكفنا شره، حسبنا الله ونعم الوكيل لا بأس، أما الدعاء عليه لا ..."
وانظري الفتوى رقم: 59562
والله أعلم.