الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في استعمال البرنامج المذكور ولو كان ذلك على سبيل الهواية إذا روعيت فيه الضوابط الشرعية من عدم اشتماله على الموسيقى، وعدم الانشغال به عن صلاة أو فرضٍ، أو القيام بحقوق الوالدين أو الأهل، مع عدم الإكثار منه، بل ينبغي أن يكون بمقدار ما يجم به الإنسان نفسه، ويذهب ملله وسآمته حتى لا يكون مضيعة للوقت.
وإذا روعيت تلك الأمور في العمل المذكور فإنه يعتبر من اللهو المباح. وانظر الفتاوى أرقام: 8089، 177781، 132846.
أما إذا أكثر الإنسان منه فإنه يكون مضيعة للوقت، واتباعا لهوى النفس. وإذا اشتمل على محرم، أو ألهى عن واجب، فإنه يكون أيضا من اللهو المحرم.
وأما قوله تعالى: وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا {الإسراء:37}. وقوله تعالى: وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ {لقمان:18}. فلا يتناول العمل المذكور طالما أنه ليس على وجه الخيلاء والتكبر، وروعيت فيه الضوابط التي ذكرناها.
قال القرطبي- رحمه الله- في تفسير الآية الكريمة من سورة الإسراء: وهذا نهي عن الخيلاء، وأمر بالتواضع. والمرح: شدة الفرح وقيل: التكبر في المشي، وقيل: تجاوز الإنسان قدره. وقال قتادة: هو الخيلاء في المشي. وقيل: هو البطر والأشر. وقيل: هو النشاط. وهذه الأقوال متقاربة ولكنها منقسمة قسمين: أحدهما مذموم، والآخر محمود. فالتكبر، والبطر، والخيلاء، وتجاوز الإنسان قدره، مذموم، والفرح والنشاط، محمود...
وقال أيضا: إقبال الإنسان على الصيد ونحوه ترفعا دون حاجة إلى ذلك داخل في هذه الآية، وفيه تعذيب الحيوان، وإجراؤه لغير معنى. وأما الرجل يستريح في اليوم النادر، والساعة من يومه يجم فيها نفسه في التطرح، والراحة ليستعين بذلك على شغل من البر كقراءة علم، أو صلاة فليس بداخل في هذه الآية.. إلخ.
والله أعلم.