الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا نحذرك من الوسوسة، لأن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، فلا تلتفت لما يخيل لك الشيطان من أنه يوقعك في الردة، فمن ثبت إسلامه بيقين فإنه لا يزول إلا بيقين، إذ الأصل بقاء ما كان على ما كان, فلا يكفر المسلم إلا إذا أتى بقول أو بفعل، أو اعتقاد دل الكتاب والسنة على كونه كفرًا أكبر مخرجًا من ملة الإسلام، أو أجمع العلماء على أنه كفر أكبر, ومع ذلك فلا يحكم بكفر المعين إلا إذا توفرت فيه شروط التكفير، وانتفت عنه موانعه، ومن ذلك أن يكون بالغًا، عاقلًا، مختارًا. وصاحب الوساوس القهرية الذي يلعب به الشيطان لا يعد مختارا, فعالج الأمر بالإعراض الكلي عنه، وأشغل وقتك بما ينفع من تعلم علم نافع، أو عمل مثمر، وخدمة للمجتمع، أو تسلية، أو رياضة مباحة، ولا تدع للشيطان وقتاً يشغلك فيه بالوسوسة، وأكثر من تلاوة القرآن والذكر، ومطالعة سير الصالحين، وتجنب الانفراد بنفسك، والمجالس التي تبعدك عن الله تعالى، وأما عن بحثك عن قول آخر: فلا حرج فيه ولا يوقعك في الردة، فقد بينا في الفتوى رقم: 181305، أن للموسوس الترخص بما تدعو إليه حاجته من أقوال العلماء.
والله أعلم.