الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نشكر لك حرصك على الابتعاد عن المعاصي والذنوب, ونرجو الله لك التوفيق والاستقامة وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن, ثم إنه يتعذر علينا ذكر جميع الذنوب والمعاصي بأسمائها, لكن العلماء قد قسموا المعاصي إلى كبيرة وصغيرة، وقد ذكرنا تعريف كل منهما في الفتوى رقم:97742.
ومن الذنوب: القتل، والسرقة، والزنا، وشرب الخمر، وشهادة الزور، وعقوق الوالدين، وغير ذلك مما حرم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يخلو الإنسان من معصية يقع فيها بسبب النفس الأمارة بالسوء، أو وسوسة الشيطان، لكن عليه حينئذ أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى، ففي سنن الترمذي وابن ماجه وغيرهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ. وحسنه الشيخ الألباني.
قال الصنعاني في سبل السلام تعليقا على هذا الحديث: وَالْحَدِيثُ دَالٌّ عَلَى أَنَّهُ لَا يَخْلُو مِنْ الْخَطِيئَةِ إنْسَانٌ لِمَا جُبِلَ عَلَيْهِ هَذَا النَّوْعُ مِنْ الضَّعْفِ وَعَدَمِ الِانْقِيَادِ لِمَوْلَاهُ فِي فِعْلِ مَا إلَيْهِ دَعَاهُ وَتَرْكِ مَا عَنْهُ نَهَاهُ، وَلَكِنَّهُ تَعَالَى بِلُطْفِهِ فَتْحَ بَابَ التَّوْبَةِ لِعِبَادِهِ وَأَخْبَرَ أَنَّهُ خَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ الْمُكْثِرُونَ لِلتَّوْبَةِ عَلَى قَدْرِ كَثْرَةِ الْخَطَأِ، وَفِي الْأَحَادِيثِ أَدِلَّةٌ عَلَى أَنَّ الْعَبْدَ إذَا عَصَى اللَّهَ وَتَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ، وَلَنْ يَهْلِكَ عَلَى اللَّهِ إلَّا هَالِكٌ. انتهى.
وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 51247، الأسباب التي تمحى بها الذنوب.
وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 212578.
والله أعلم.