الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله عز وجل أن يعافيك وينعم عليك بالشعر الحسن.
أما بخصوص أخذك من مال أبيك دون علمه للعلاج، فهذا إنما يجوز عندما تكون نفقتك واجبة عليه، وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 66857 وما أحيل عليه فيها اختلاف العلماء في لزوم نفقة الوالد على ابنه البالغ الفقير القادر على الكسب، وأن أكثر العلماء يرون أنه لا تلزمه نفقته لقدرته على الكسب.
هذا فضلًا عن أن علاج حالتك هذه إنما هو من التحسينيات والكماليات, وليست من الضروريات أو الحاجيات, وانظر الفتوى رقم: 71467.
وحيث إن الأصل حرمة مال المسلم إلا بطيب نفس منه، كما قال صلى الله عليه وسلم: لا يحل مال امرئ إلا عن طيب نفس منه. رواه أحمد وصححه الألباني. وهذا بعمومه يشمل حرمة أخذ الولد من مال الوالد بدون إذنه إلا باستثناء شرعي.
فبناء على ما سبق، فإننا لا نرى مسوغًا لأخذك من مال والدك بدون إذنه للغرض المذكور.
والله أعلم.