الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبعد البحث لم نجد أحدا من أهل العلم ذكر هذا الحديث المسؤول عنه، لا صحيحا ولا ضعيفا، كما أننا لم نجد أحدا قال بمعناه من الفقهاء، ويوجد حديث آخر يختص بمن أفطر يوما من رمضان عامدا، فلعل الأمر التبس عليك فظننته فيمن أخر صيام قضاء رمضان، وهذا الحديث مروي عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ حيث قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ رَخَّصَهَا اللَّهُ لَهُ لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صِيَامُ الدَّهْرِ. رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه والنسائي في الكبرى، والبيهقي في سننه الكبرى، وقال: وَفِيمَا بَلَغَنِى عَنْ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِىِّ أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُ الْبُخَارِىَّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ: فَقَالَ أَبُو الْمُطَوِّسِ اسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ الْمُطَوِّسِ وَتَفَرَّدَ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَلاَ أَدْرِى سَمِعَ أَبُوهُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَمْ لاَ، وَقَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِىُّ مَتْنَهُ فِي تَرْجَمَةِ الْبَابِ. انتهى.
وما أشار إليه البيهقي من وجوده في البخاري، فقد علقه في صحيحه بصيغة التمريض، فقال: وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ: مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلَا مَرَضٍ لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ وَإِنْ صَامَهُ.
وذكر له الحافظ في الفتح ثلاث علل، وضعفه الألباني.
والله أعلم.