الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فاعلمي أولًا - أيتها السائلة - أن من توضأ لم يُحكم بنقض وضوئه بمجرد الشك, إذ اليقين لا يزول إلا باليقين لا بالشك, وكونك لا تعلمين هل ما تجدينه هو حقيقة أو وساوس إنما يدل على أنك مصابة بالوسوسة, إذ الموسوس قد تصير عنده الأوهام بمنزلة الحقائق, وخير شاهد على هذا قولك: المشكلة أنني لا أعرف إذا كانت وساوس أو حقيقة, ولكنني أسمع صوتها، فكيف يتصور أن يشك فيها بعد سماع صوتها؟!.
والذي يمكننا قوله لك هو أنك إن تيقنت من خروج الريح يقينًا لا يتطرق إليه الشك أبدًا, وكان الريح يخرج بشكل مستمر بحيث لا تجدين وقتًا تصلين فيه بطهارة صحيحة، أو كان لا ينضبط وقت انقطاع خروج الخارج منه بحيث يتقدم تارة ويتأخر أخرى, ويوجد تارة ولا يوجد أخرى, فأنت حينئذ مصابة بسلس الريح, وتجري عليك أحكام صاحب السلس, وانظري الفتوى رقم: 151647،عن علاج من يتوهم أنه خرج منه ريح, والفتوى رقم: 8777، عن وضوء وصلاة صاحب سلس الريح، وكذا الفتوى رقم: 125091.
والله تعالى أعلم.