الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فظاهر ما ذكرته أنك حلفت على أن تتصدق بالمال المدخر لوجه الله, وحيث إنك قد أنفقت منه على نفسك, فإنك لم تفِ بما حلفت به, ولو أعدت ما أخذته؛ إذ ظاهر السؤال ينصرف إلى الصدقة بعين المال المدخر, فهو معين مقصود.
وعليه, فتلزمك كفارة يمين, وهي المبينة في قوله تعالى: لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {المائدة:89}
وعلى ذلك: فقد انحلت يمينك الآن بالحنث، فإن شئت انتفعت بالمال، وإن شئت تصدقت به.
والله أعلم.