الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيشرع لك أن تجمع بين الفضيلتين، فضيلة الصلاة مع الإمام حتى ينصرف، فعن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف، حسب له قيام ليلة. رواه أحمد والنسائي, وفضيلة تأخير الوتر، وذلك بأن تشفع الوتر بركعة، ولا تسلم مع الإمام، ثم تصلي ما بدا لك، ثم تختم بالوتر، وراجع الفتوى رقم: 78613.
وهذا الطريق لا بأس به في العشر الأواخر من رمضان، حيث العادة جارية بالتهجد، والاعتكاف، فلا يخشى على من شفع وتره الرياء، أما في سائر شهر رمضان، فقد يكون عرضة للرياء، أو العجب، أو على الأقل نقل العمل من ديوان السر إلى ديوان العلانية، فلا يكون خبيئة، وفي الحديث: مَنِ استطاعَ منكم أنْ يكونَ لَهُ خَبْءٌ مِنْ عمَلٍ صالِحٍ فلْيَفْعَلْ. صححه الألباني في صحيح الجامع.
وذكر الذهبي في السير عن الفلاس، عن الخريبي ـ رحمهم الله ـ قال: كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح لا تعلم به زوجته ولا غيرها.
وهذا داود بن أبي هند كان ـ رحمه الله ـ يقوم الليل أكثر من عشرين سنة، ولم تعلم به زوجته.
ولذا يمكن التحول إلى صورة أخرى، وهي أن توتر مع الإمام ثم تصلي ركعتين ركعتين، ولا تعيد الوتر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا وتران في ليلة. رواه أبو داود وغيره، وصححه الألباني.
قال النووي في المجموع: إذا أوتر ثم أراد أن يصلي نافلة، أم غيرها في الليل، جاز بلا كراهة، ولا يعيد الوتر. انتهى.
فتكون حفظت عملك عن الإظهار في الملأ، وراجع الفتوى رقم: 22376.
والله أعلم.