الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا حرج في هذا الأمر إن لم يترتب عليه أمر محرم, كإطلاق البصر، أو التحدث معها بالحرام، ولكن الأولى بمن لم يكن مقتدرًا في الحال على الزواج أن يصرف ذهنه عن أمور النكاح، وأن يتعالى عن الشهوة البهيمية، وأن يشتغل بمعالي الأمور وتعلم الشرع والعمل الهادف البناء، ويكثر من الصيام, فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب, من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. والحديث أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -.
قال النووي في شرح صحيح مسلم: واختلف العلماء في المراد بالباءة هنا على قولين يرجعان إلى معنى واحد، أصحهما أن المراد معناها اللغوي وهو الجماع، فتقديره من استطاع منكم الجماع لقدرته على مؤنه, وهي مؤن النكاح، فليتزوج, ومن لم يستطع الجماع لعجزه عن مؤنه، فعليه بالصوم ليدفع شهوته, ويقطع شر منيه كما يقطعه الوجاء, وعلى هذا القول وقع الخطاب مع الشبان الذين هم مظنه شهوة النساء, ولا ينفكون عنها غالبًا. انتهى.
والله أعلم.