الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبداية: ننبه على أن حفظ حقوق الطبع لا يقتصر على الكتب المعاصرة، فطباعة المخطوطات القديمة ونشرها له أيضًا حقوق، ويزداد الأمر وضوحًا بالجهد الذي يبذل في خدمة المخطوط من تخريج نصوصه، وشرح غريبه، وترجمة أعلامه، وصنع فهارسه العلمية، ونحو ذلك.
وأما مسألة العناوين المثبتة في مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية المطبوعة، سواء في فهرس الكتاب أو في هوامشه الجانبية في بعض الطبعات، فليست من عمل شيخ الإسلام كما هو واضح، وإنما هي من عمل جامع الفتاوى أو ناشرها، بحسب الطبعة.
وأما حكم الانتفاع بنسخةٍ إلكترونية من هذا الكتاب أو غيره، بمجرد المطالعة والقراءة من الموقع الذي يملك حق عرضه، فلا حرج فيه.
وأما نسخه والاحتفاظ بنسخة منه، فهذا يكون بحسب شرط الموقع، فإن كانوا يأذنون بذلك فلا إشكال، وإلا فهذا الحق محفوظ لهم، فلا يجوز نسخه إلا بإذنهم.
لكن إذا احتاج المرء إلى النسخ لعدم وجود النسخة الأصلية، أو عجزه عن شرائها، جاز له نسخه للانتفاع الشخصي فقط في قول بعض أهل العلم، بشرط ألا يتخذ ذلك وسيلة للتكسب، مع الاقتصار على قدر الحاجة, وراجع في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 6080، 133276، 147571، 61658، 113599.
وأما وضع عناوين جديدة لمحتوى الكتاب ونشرها لينتفع بها الناس، فلا بأس بذلك، حتى لو تأثر بالعناوين القديمة؛ فإن كل جهد علمي للإنسان يكون متأثرًا بمطالعاته السابقة.
وأما مسألة البحث والتحقق من كون عناوين الكتاب ليست مأخذوة من كتاب منشور له حقوق محفوظة للطبع: فهذا لا يلزم، والأصل في المسلم السلامة، والتكلف في مثل هذه الأمور فيه تضييق ظاهر، وحصر الطبعات وتتبعها ليس بالأمر اليسير.
وأما قراءة الكتب المحفوظة الحقوق دون إذن أصحابها، فلا يلزم منه فساد النية في طلب العلم، وإن كان قد يدل على ضعف الورع.
والله أعلم.