الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فأولئك الكذابون المشار إليهم لا يستحقون الرد؛ لأن عجزهم عن الإتيان بمثل القرآن كاف في الرد عليهم, وإذا كان كفار قريش وهم أهل فصاحة وبلاغة قد عجزوا عن الإتيان بمثل هذا القرآن فكيف بصعاليك في آخر الزمن ليسوا بأهل فصاحة ولا بلاغة؟ ولو عُرض ما كتبوه على عالم بل ربما على شخص من عامة الناس لما وجد مشقة في بيان سخافة ما كتبوه وتهافته, وصدق الله القائل: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا {الإسراء: 88}, ولا ينبغي للمسلمين أن يهتموا بمثل أولئك؛ لأن الاهتمام بهم والأخذ والرد معهم ربما يكون فيه رفعة لشأنهم وإظهار لأمرهم.
والله تعالى أعلم.