الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم ـ أخي السائل ـ أن الأصل في معرفة دخول وقت الصلاة إنما هو بالأمارات الكونية المرئية التي جعلها الشارع علامات على دخول أوقات الصلاة ابتداءً وانتهاء، ولا ينبغي الاعتماد على التقويم الزمني للصلوات اعتمادًا كليًا، جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء: التقويم من الأمور الاجتهادية، فالذين يضعونه بشر يخطئون ويصيبون، ولا ينبغي أن تناط به أوقات الصلاة والصيام من جهة الابتداء والانتهاء؛ لأن ابتداء هذه الأوقات وانتهاءها جاء في القرآن والسنة، فينبغي الاعتماد على ما دلت عليه الأدلة الشرعية، ولكن هذه التقاويم الفلكية قد يستفيد منها المؤذنون والأئمة في أوقات الصلاة على سبيل التقريب. انتهى.
وتحديد أوقات الصلاة ابتداء وانتهاء سبق بيانه في الفتوى رقم: 13740.
وإذا كان التقويم تمَّ اعتماده من قبل علماء ثقات، فإنه يستأنس به في معرفة وقت الصلاة تقريبًا، ولكن لا يعتمد عليه كليًا, وانظر الفتوى رقم: 126606.
وبخصوص تقويم أم القرى, وتقويم أمريكا الشمالية, فلا يجوز لكم الاعتماد عليهما؛ لوجود فرق كبير في التوقيت لأجل تباعد البلدان, ومن ثم فلا بد من أن تعتمدوا في معرفة أوقات الصلاة على العلامات الكونية التي حددها الشرع الكريم, فإن تعذر عليكم ذلك, فابحثوا عن مركز إسلامي في بلدكم, أو في أقرب بلد إليكم؛ لكي تحصلوا على تقويم موثوق به موضوع من طرف الثقات من أهل العلم.
وإذا تبين أنكم كنتم لا تؤدون الصلوات في وقتها مثلًا، فتجب عليكم إعادة جميع تلك الصلوات عند جمهور أهل العلم، وذهب بعض أهل العلم إلى سقوط الإعادة عمن ترك شرطًا من شروط الصلاة جهلًا، وراجع الفتوى رقم: 109981.
والله أعلم.