الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصح به السائل الكريم أنه إذا كان بإمكانه أن يخطب ويتزوج هذه البنت، فليبادر إلى ذلك، وليستعن بالله في العون على تكاليف الزواج، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لم نر للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه، وصححه البوصيري والألباني.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء.
وقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس أنه قال: أمر الله سبحانه بالنكاح ورغبهم فيه، وأمرهم أن يزوجوا أحرارهم وعبيدهم ووعدهم في ذلك الغنى، فقال: إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله. انتهى.
وأخرج أيضا بسنده عن ابن مسعود أنه قال: التمسوا الغنى في النكاح، يقول الله: إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله. انتهى.
وذكر ابن كثير في تفسيره: أن أبا بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ قال: أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح، ينجز لكم ما وعدكم به من الغنى، قال تعالى: إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله. انتهى.
وأخرج عبد الرزراق، وذكره القرطبي في تفسيره: أن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال: عجبي ممن لا يطلب الغنى في النكاح، وقد قال الله تعالى: إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله. اهـ.
أما إن لم تتمكن من الزواج: فعليك بالصبر والصوم حتى يجعل الله لك مخرجاً، فقد قال الله تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ {النور:33}.
وللمزيد من الفائدة في علاج العشق راجع الفتويين رقم: 9360، ورقم: 132387.
وأما سؤالك الله أن يجعلها من نصيبك في الجنة: فلا ينبغي، لأن الله تعالى كتب لكل امرأة أن تكون زوجا لزوجها الذي كانت عنده في الدنيا، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ {الطور:21}.
وأنت لا تدري فلعلها تتزوج غيرك، وراجع في حكم محادثة الأجنبية عبر الإنترنت والمراسلة بغية الزواج الفتاوى التالية أرقامها: 8768، 1932، 1759، 1072.
والله أعلم.