الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت عند ما قررت العقيقة عن نفسك، فإنه يستحب لمن بلغ ولم يعق عنه أهله أن يعق عن نفسه؛ لما رواه الطبراني في الأوسط عن أنس - رضي الله عنه -: أن النبي صلى الله عليه وسلم عقّ عن نفسه بعدما بعث نبيًا. صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
ولا مانع من جمع نية التقرب إلى الله تعالى وصلاح الحال مع أداء سنة العقيقة.
وقد نص أهل العلم على جواز التشريك بين عبادتين وجمعهما في نية واحدة وعمل واحد إذا كانتا متداخلتين وحصل المطلوب منهما ولو كانتا واجبتين ـ وأحرى إن كانتا غير واجبتين ـ ومثلوا للواجبتين بمن عليها جنابة وحيض، أو إحداهما واجبة والأخرى سنة، كمن عليه جنابة مع إرادة غسل الجمعة، فيجزئه غسل واحد عنهما إذا نواهما معًا، أو إحداهما غير مقصودة بذاتها, كتحية المسجد مع ركعتي الفجر فتنوب الثانية عن الأولى، وانظري الفتوى رقم: 6579.
وقد قال الله تعالى: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ {البقرة:198}.
قال أهل التفسير: سبب نزول هذه الآية أَنَّهم كانوا يتوهمون أن سفر الحاج إذا خالطته نية التجارة ينقص من ثوابه، أو يوقع في الإثم، فنزلت.
وعلى ذلك, يجوز لك أن تجمعي بين نية العقيقة ونية التقرب إلى الله وصلاح الحال, وأن يرزقك الله زوجًا صالحًا، فإن ذلك من التوسل بعملك الصالح.
والله أعلم.