الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإننا نوصيك بأن تستمري في الاستعاذة من الشيطان عندما تشعرين بكسل عن الصلاة، أوعدم رغبة فيها. وهذا ما أمر الله به عباده المؤمنين حين يوسوس لهم الشيطان ليصدهم عن الخير ويوقعهم في الشر؛ قال الله تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {سورة فصلت : 36 }.
قال الشوكاني في فتح القدير: والمعنى: وإن صرفك الشيطان عن شيء مما شرعه الله لك، أو عن الدفع بالتي هي أحسن، فاستعذ بالله من شرّه ... وجملة: { إِنَّهُ هُوَ السميع العليم } تعليل لما قبلها، أي: السميع لكلّ ما يسمع، والعليم بكلّ ما يعلم، ومن كان كذلك، فهو يعيذ من استعاذ به. اهــ.
وفي تفسير السعدي: أي وقت، وفي أي حال { يَنزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نزغٌ } أي: تحس منه بوسوسة، وتثبيط عن الخير، أو حث على الشر، وإيعاز إليه. { فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ } أي: التجئ واعتصم باللّه، واحتم بحماه فإنه { سَمِيعٌ } لما تقول. { عَلِيمٌ } بنيتك وضعفك، وقوة التجائك له، فسيحميك من فتنته، ويقيك من وسوسته. اهــ.
ومما يعينك على عدم الاستجابة لوسوسته أن تعلمي وتستحضري خطورة ترك الصلاة أو التهاون في أدائها، فإنها أعظم أركان الدين بعد الشهادتين، وتركها كفر كما صح في الحديث: الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ. رواه النسائي والترمذي؛ وانظري الفتوى رقم: 121731عن خطورة التهاون في الصلاة المفروضة.
واجتهدي في مجالسة الرفقة الصالحة من المؤمنات؛ فإن الرفقة الصالحة تدل على الخير وتعين عليه. واحرصي على البعد عمن لا يحافظ على الصلاة ويتهاون فيها؛ فإن الصاحب ساحب؛ وانظري الفتوى رقم: 28738في كون الصحبة الصالحة خير معين على لزوم الصلاة, ونسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق.
والله تعالى أعلم.