الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهنيئا لك التحري للحكم الشرعي فيما تعمله، وهذا واجب كل مسلم، وينبغي للمسلم أن يكون عونا لإخوانه على البر والتقوى، ولا يجوز له ـ بحال ـ أن يكون عونا لهم على الوقوع في المعصية والآثام؛ فقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ { المائدة:2}.
وموقع الفيس وتويتر وغيرهما من صفحات الإنترنت، وكذلك سائر التقنيات الحديثة، يكون حكمها بحسب كيفية استخدامها والغرض من وراء ذلك، فقد تكون وسيلة لنشر الخير ودعوة الناس إليه، وبيان الحق والتفريق بينه وبين الباطل، وغير ذلك من الأغراض الشرعية والمنافع المرعية، واستعمالها على هذا النحو نوع من أنواع البر والطاعات، والحسنات الكبار، وقد تستخدم في ما دون ذلك من الأمور المباحة، أو المكروهة، أو المحرمة، وكل بحسبه، فهي وسائل لها أحكام المقاصد، فما كان وسيلة إلى حرام فهو حرام وإن كان في أصله مباحاً. فالواجب عليك أن تمنع من يدخل إلى صفحتك لينشر محرما أو يدعو إلى محرم, فإن لم تفعل مع قدرتك على المنع فأنت مشارك له في الإثم.
وأما المعلومات التي تأخذها من صفحة ما، فاحرص أنت على عدم نقل الصور. وأما لو تعرّف شخص ما على هذه الصفحة وطالع أشياء محرمة منها، فلا إثم عليك فيه.
والله أعلم.