الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نقف بعد البحث على هذا الأثر عن الإمام مالك أو غيره من الأئمة، وقد رأيناه مبثوثا في مواقع الإنترنت.
وأما عن صحة معناه فيقال: أما الشتم والسب فالأصل أنهما محرمان لا يجوزان، وليسا من أخلاق المؤمن صاحب الحق، كما في الحديث: ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش ولا البذيء. أخرجه أحمد والترمذي وصححه الألباني . لكن صدور الشتم من المدافع عن الحق لا يلزم منه فساد نيته في نصرة الحق، فقد يكون ذلك بدر منه جهلا أو حماسا أو غير ذلك.
وأما الغضب للحق فهو محمود في موضعه المناسب له، وقد ترجم البخاري في صحيحه: ( باب ما يجوز من الغضب والشدة لأمر الله ) وذكر فيه: وقال الله: {جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم} [التوبة: 73]. وأسند فيه أحاديث، منها: عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وفي البيت قرام فيه صور، فتلون وجهه ثم تناول الستر فهتكه ... . وعن أبي مسعود -رضي الله عنه- قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لأتأخر عن صلاة الغداة، من أجل فلان مما يطيل بنا، قال: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قط أشد غضبا في موعظة منه يومئذ .
وراجع للفائدة الفتوى رقم: 199315 ، والفتوى رقم: 118084
والله أعلم.