الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فاعلم ـ أخي السائل ـ أولًا أننا لسنا معنيين بمطالعة الفتاوى الموجودة على الشبكة العنكبوتية والنظر فيما خالف فيها الحق والرد على أدلتها، ولو فعلنا ذلك لما أسعفنا الوقت للإجابة عن أسئلة المستفتين, ولو أردنا أن نرد على كل فتوى من تلك الفتاوى المتعلقة بتجويز التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم والصالحين, وبتجويز الاستغاثة, وتجويز الحلف بغير الله تعالى، فإن المقام سيطول, وقد سبق لنا أن أصدرنا فتاوى في كل هذه الأمور بما يغني عن الإعادة هنا:
فأما التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم وبجاه الصالحين، فقد سبق أن أصدرنا فيه فتوى, وبينا أنه من البدع ولا يصل إلى الشرك، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 119480، 204709، 11669.
وبينا حكم الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد مماته، أو بالصالحين وأنها من الشرك، كما في الفتاوى التالية أرقامها: 163953، 99221، 156643.
وكذا بينا حكم الحلف بغير الله تعالى في الفتوى رقم: 167333.
فاقرأ تلك الفتاوى ثم إن وجدت أدلة لهم لم يأت ذكرها في تلك الفتاوى فاكتبها لنا وسننظر فيها ـ بإذن الله ـ ولا شك أن من أفتى بجواز الاستغاثة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله قد أخطأ خطأ كبيرًا، فإن هذا قد يصل إلى الكفر ـ والعياذ بالله ـ ولكن لا يمكن تكفيره بمجرد تلك الفتوى، إذ قد تكون له شبهة تحول دون تكفيره، ومن المعلوم أنه ليس كل من وقع في الكفر يكون كافرًا، وانظر الفتوى رقم: 106483.
ولم يتبين لنا المقصود من سؤالك الأخير وأنك لم تعتد الدعاء لمن كفر بالله.
وعلى كل، فننبهك إلى خطورة مسألة التكفير, وإلى أهمية التفريق بين ما يُعد بدعة ومعصية وما يُعد كفرًا، وكذا التفريق بين الحكم على الفعل والحكم على الفاعل، ولا شك أن الغيرة على الدين مطلوبة، ولكن لا بد أن يصحبها العلم، وإلا وقع الإنسان في تكفير المسلمين كما وقع للخوارج.
والله أعلم.