الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالحكم بكونك صاحب سلس أم لا ينبني على معرفة استمرار الخارج منك, وقد بينا ضابط السلس في الفتوى رقم: 195339، بما يغني عن الإعادة هنا فانظرها.
فإن وجدت أنه يصدق عليك ذلك الضابط فأنت صاحب سلس، وتجري عليك أحكامه التي ذكرناها، وإن وجدت أنه لا يصدق عليك ذلك الضابط فلست بصاحب سلس ولا تجري عليك أحكامه.
ووجود لون النجاسة عند منطقة الدبر يدل على بقائها، وأنه لم يحصل الاستنجاء المطلوب، فيجب تطهير المحل، ونحن نظن أن ما تجده من المعاناة المذكورة إنما هو بسبب تلك الوساوس فيما يظهر لنا, والبقاء في الحمام إلى نصف ساعة، أو أكثر ووضع مناديل على القبل والدبر ثلاث مرات في الوضوء الواحد، كل هذا لم يأمرك به الشرع، ولا سبيل إلى الخلاص مما أنت فيه إلا بعدم الالتفات إلى تلك الوساوس والإعراض عنها بالكلية وقطع دابرها، فإذا قضيت حاجتك فاستنج جيدا ثم لا تلتفت بعد ذلك إلى تلك الوساوس ولا تفتش، وقم من مكانك وتوضأ وصل، ثم اصرف تفكيرك عن موضوع السلس وصحة الصلاة وأشغله بشيء آخر, وكذا إذا جاءتك الوساوس في أمور العقيدة، فلا تلتفت إليها واستعذ بالله تعالى، وما دمت تكرهها وتخاف على إيمانك منها، فهذا دليل على إيمانك وأنت على خير ـ إن شاء الله تعالى ـ
وقد سبق لنا أن أصدرنا فتوى في كيفية علاج الوسواس القهري، وهي برقم: 3086، فإذا عملت بما ذكرناه فيها فإنك ستشفى بإذن الله تعالى, وكذا أصدرنا عدة فتاوى عن الوساوس في العقيدة وكيفية علاجها، فانظر الفتويين رقم: 193915، ورقم: 213400.
والله أعلم.