الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتوب علينا أجمعين.
ثم اعلم أنه قد سبق أن بينا أن العبد ليس له أن يترك الاستغفار لمعاودته المعصية، بل عليه أن يستغفر، وأن حسنات المسيء وطاعاته لا تضيع ولا تحبط؛ فراجع ذلك بالفتويين: 117619 ، 112268.
وأما بخصوص حلول اللعنة بسبب المعصية، فليس كل معصية توجب اللعن، وإنما ورد اللعن في بعض الكبائر؛ راجع للفائدة الفتوى رقم: 140058.
ولا يعني هذا أن الأمر سهل، حتى ولو كان صغيرة، فلا تنظر إلى صغر المعصية، لكن انظر إلى عظمة من عصيت؛ راجع الفتوى رقم: 22267.
ونحذرك من وساوس القنوط من رحمة الله؛ راجع الفتويين: 112890 ، 146503.
وأما قولك للناس " أنا عاص" ، فالذي ينبغي هو استشعار ذلك لا قوله، وليس في سماعك مدحهم لك نفاق؛ لأنك لم تقل شيئاً، بل هم من مدحوك، والأحسن أن تأتي بهدي السلف فقد كان الرجل منهم إذا زكي قال: اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واغفر لي ما لا يعلمون. رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني.
راجع للفائدة الفتوى رقم: 138475، وتوابعها.
ثم اعلم يا أخي أن الوسواس شر مستطير في الدنيا، وخير علاج أن تلهى عنه، وتستطب، وقبل ذلك داوم التضرع إلى الله؛ وراجع الفتوى رقم: 3086
والله أعلم.