الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد وردت النصوص بالنهي عن دعاء العبد على نفسه، فعن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه؟» قال: نعم، كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة، فعجله لي في الدنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سبحان الله لا تطيقه - أو لا تستطيعه - أفلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار " قال: فدعا الله له، فشفاه.
قال النووي في شرحه: وفيه كراهة تمني البلاء؛ لئلا يتضجر منه ويسخطه، وربما شكا. اهـ.
وفي حديث جابر : لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم. أخرجه مسلم.
ومن فضل الله أن جعل مكفرات كثيرة للخطايا، كالتوبة النصوح، والاستغفار، والأعمال الصالحة، وليس تكفير الذنوب مقتصرا على المصائب.
قال ابن تيمية: فالذنوب لا توجب دخول النار مطلقا إلا إذا انتفت الأسباب المانعة من ذلك، وهي عشرة: منها التوبة، ومنها الاستغفار، ومنها الحسنات الماحية، ومنها المصائب المكفرة، ومنها شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها شفاعة غيره، ومنها دعاء المؤمنين، ومنها ما يهدى للميت من الثواب كالصدقة والعتق عنهم، ومنها فتنة القبر، ومنها أهوال القيامة. اهـ. من مجموع الفتاوى.
فالعبد ينبغي له أن يتوب إلى الله، وأن يستغر من ذنوبه، وأن يسأل الله العافية، وألا يتمنى البلاء، فلا يدري العبد إن أصابه لعله يجزع ويسخط.
وانظر للفائدة الفتوى رقم: 10859
والله أعلم.