الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اهتم أهل العلم بمسائل الإجماع وسعوا إلى تحريرها، فمنهم من أفردها بالتصنيف، كابن المنذر في كتابه: الإجماع ـ وابن حزم في: مراتب الإجماع.. وأجمع الكتب المصنفة في هذا وأحسنها ترتيبا كتاب: الإقناع في مسائل الإجماع ـ لابن القطان.
ومن أهل العلم من ينص على مسائل الإجماع ويعنى بذكرها قبل الكلام على مسائل الخلاف، كابن هبيرة في: اختلاف الأئمة العلماء ـ ومن الموارد المهمة لمسائل الإجماع كتب الفقه المقارن، ككتاب: اختلاف الفقهاء ـ للطبري، واختلاف العلماء للمروزي، والمجموع للنووي، والمغني لابن قدامة، وبداية المجتهد لابن رشد، وكذلك كتب الشروح، كالتمهيد والاستذكار لابن عبد البر، وتهذيب الآثار للطبري، وفتح الباري لابن حجر، ومن الكتب المعاصرة المفيدة في هذا الباب كتاب: موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي ـ لسعدي أبو جيب.
وننبه في النهاية على أن نقل بعض أهل العلم للإجماع على مسألة معينة قد يعبر في الحقيقة عن قول جمهور أهل العلم، ولا يكون قد حصل إجماع أصولي في المسألة، ومن هؤلاء ابن المنذر. وقد ينقل أحد العلماء الإجماع على مسألة لكونه لم يبلغه الخلاف فيها، ولذلك تعقب شيخ الإسلام ابن تيمية كتاب: مراتب اجماع ـ لابن حزم في نقد مراتب الإجماع.
والله أعلم.