الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالزواج في الإسلام له مقاصد شرعية عظيمة، ومن أهمها العفاف؛ ولذلك تضافرت نصوص الكتاب والسنة على الحث عليه والترغيب فيه، ويمكن مطالعة شيء منها في الفتوى رقم: 120028.
ومن هنا، تنبغي المبادرة إليه قدر الإمكان، فإنه من الخير، ورب العزة والجلال يقول: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ {البقرة:148}.
والدراسة ليست بمانع من الزواج لا شرعًا ولا طبعًا، فإذا كانت أم هذا الشاب تعترض على زواجه فينبغي أن يحاول إقناعها, وليجتهد في ذلك مستعينًا بالله، ثم بمن يرجو أن يعينها على إقناعها من قريب أو صديق، فإن وافقت فالحمد لله، وإن أصرت على الرفض فالأصل أنه تجب عليه طاعتها ما لم يخش على نفسه الفتنة بتأخير الزواج، وراجعي الفتوى رقم: 93194, هذا من جهة هذا الشاب.
أما من جهتك أنت: فإن آثر مثلًا أن يبر والدته ويؤخر الزواج، أو لم يتيسر له الزواج منك لأي سبب من الأسباب فلا تتبعيه نفسك، وسلي الله تعالى أن يرزقك من هو خير منه، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
والواجب عليك قطع أي علاقة لك معه، فإنه أجنبي عنك، ولا يجوز للأجنبيين أن يكونا على علاقة إلا في إطار الزواج الصحيح، كما هو مبين في الفتوى رقم: 30003.
والله أعلم.