الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالولي شرط لصحة النكاح، كما سبق وأن بينا في الفتوى رقم: 1766.
ولا ندري ما تعني بكون هذه الفتاة ليس لها ولي، فإن كان المقصود أن وليها في غير هذا البلد، فلا بد من حضوره أو توكيله من يزوج موليته، وإن كان المقصود أنه ليس لها ولي مسلم، فإن الذي يزوجها القاضي المسلم، أو المسؤول عن النظر في قضايا المسلمين هناك كالمراكز الإسلامية ونحوها، فإن لم توجد فرجل عدل من المسلمين بإذنها، وراجع الفتوى رقم: 52757.
وإذا كانت هذه الفتاة كتابية فيجوز الزواج منها بشرط كونها عفيفة، وإذا وكل وليها غيره وجب أن يكون من أهل دينه فإن لم يوجد الولي يزوجها أساقفتهم، وفي قول بعض الفقهاء يزوجها السلطان المسلم، أو من يقوم مقامه، وانظر الفتويين رقم: 44490، ورقم: 126943.
وننبه إلى أن زواج المسلم من مسلمة أولى على كل حال، والزواج من الكتابية لا يخلو من مفاسد، وراجع الفتوى رقم: 5315.
وإذا لم يتيسر لك الزواج فاحرص على كل ما يعينك على العفة واجتنب كل مثيرات الشهوة، واحرص على الصوم ونحوه من مضعفات الشهوة، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 103381.
ونسأل الله تعالى أن يشفي مريضك وأن يرجعكم إلى بلادكم سالمين غانمين، وأن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
والله أعلم.