الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الفرق بينهما في اللغة أن السماح هو الإذن بالشيء، وأما التقدير فهو يعني فعل الشيء، ومعنى قوله تعالى: فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا {الفرقان:2}، فقدره تقديرا : جعله على مقدار وحد معين لا مجرد مصادفة، أي خلقه مقدرا، أي محكما مضبوطا صالحا لما خلق لأجله، لا تفاوت فيه ولا خلل. وهذا يقتضي أنه خلقه بإرادة وعلم على كيفية أرادها وعينها؛ كقوله: إنا كل شيء خلقناه بقدر. كذا في التحرير والتنوير .
وقد نبه الشيخ ابن عثيمين إلى أن مقولة: لا سمح الله ينبغي العدول عنها. فقد سئل عن قول بعض الناس: ( لا سمح الله ) فقال: والله ما أرى هذا؛ لأن كلمة ( لا سمح الله ) تشعر بأنه يكره على الشيء، ولكن قل : ( لا قدر الله ذلك ) لا بأس، ( لا قدر الله ) يعني تسأل الله ألا يقدر هذا الشيء. اهـ.
وقال في فتوى أخرى: وأما (لا سمح الله) فهي كلمة لا ينبغي أن تقال؛ لأن ظاهرها يقتضي أن الله سبحانه وتعالى له مكره على أن يسمح أو لا يسمح. وأما قوله: (لا قدر الله) فهي عبارة صحيحة، ومعناها الدعاء، يعني أن الإنسان يسأل أن لا يقدر الله ذلك، ولو أن الذين يستعملون لا سمح الله يجعلون بدلها لا قدر الله لكان ذلك جائزا ولا شبهة فيه، ولا كراهة فيه. لكن لا سمح الله ينبغي أن يعدل عنها؛ لأنها توهم معنى لا يليق بالله سبحانه وتعالى، فيعدل عنها إلى قوله: لا قدر الله. اهـ.
وفي فتاوى اللجنة الدائمة: وقوله : ( لا سمح الله ، لا قدر الله ) لا بأس به إذا كان المراد بذلك طلب العافية مما يضره ، ...اهـ.
والله أعلم.