الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا علاج لما تعاني منه من الوساوس إلا الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، فمهما ألقى الشيطان في قلبك تلك الخواطر والأوهام فلا تكترث بها ولا تعرها اهتماما، فإن أوهمك أن هذا عدم مبالاة بالدين، فهذا أيضا من جملة وساوسه، فأعرض عن هذا الوسواس أيضا وتجاهله تجاهلا تاما حتى يعافيك الله تعالى. واعلم أن استرسالك مع هذه الوساوس يفضي بك إلى شر عظيم، فاقطع واجزم بأنك بحمد الله على دين الإسلام، وأنك لا تخرج منه بمجرد هذه الوساوس، بل عروض هذه الوساوس لك دليل على صحة إيمانك إن شاء الله، وأنت مأجور على مجاهدة هذه الوساوس ومدافعتها؛ وانظر الفتوى رقم: 147101. وبخصوص المثال الذي ذكرته، فإنه لا يلزمك الحكم على من لا تعرف دينه بإسلام أو كفر، فما دمت تحكم بكفر كل يهودي ونصراني، فهذا يكفيك عند الله تعالى، ولا تعبأ بما وراء ذلك من الخواطر والأوهام، وكذلك فافعل في كل ما يعرض لك في هذا الباب، نسأل الله لك الشفاء والعافية.
والله أعلم.