الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما من شيء في هذا الكون إلا وهو كائن بتقدير الله تعالى؛ قال تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر:49}. وقال سبحانه: وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا {الفرقان:2}. والإنجاب وإن كان بقدر إلا أن له أسبابا ينبغي اتخاذها، ومن ذلك إقامة الزوجة مع زوجها، والسعي في العلاج إن تطلب الأمر ذلك. ومن حق الزوجة على زوجها أن لا يغيب عنها أكثر من ستة أشهر إلا بإذنها كما جاء بذلك قضاء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 10254.
وقد أحسنت وأصبت الصواب في حرصك على عدم إظهار هذه الخلافات أمام أهلك، وينبغي أن تحرصي على التفاهم مع زوجك في هذه الأمور بشيء من الروية والهدوء، والحرص على مصلحة الأسرة عموما، ومهما أمكن أن تجتمعا معا في بلدكم، أو في البلد الذي سيسافر إليه زوجك، فهو أولى. ولكن إن احتاج إلى أن يسافر وحده لترتيب أموره، ثم استقدامك للإقامة معه، أو العودة للإقامة معك، فينبغي أن تتفهمي ذلك، والمهم أن يكون الوفاق بينكما على أي من الخيارات التي قد تبدو لكما. وإن تطلب الأمر اتخاذ من يكون وسيطا بينكما يعينكما على التفاهم وتقارب وجهات النظر، فلا بأس بذلك.
والله أعلم.