الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال كما ذكرت فلست مخطئة، بل أنت محسنة إلى أهل زوجك, ومتجاوزة عن إساءتهم، ولا حق لزوجك في عقابك بتركك عند أهلك، لكن ما دام زوجك على الحال التي ذكرت من حسن الخلق وطيب المعشر، فعليك معاشرته بالمعروف, والتجاوز عن هفواته.
وإذا كانت صلة أهله غير واجبة عليك، لكن من تمام الإحسان إلى زوجك أن تحسني إلى أهله, وتتجاوزي عن هفواتهم، فتفاهمي مع زوجك, وبيِّني له أن مثل هذه الأمور لا ينبغي أن تكون سببًا للخلاف بينكما، واحرصي على صلة أهله بالقدر الذي لا يترتب عليه مفسدة، واعلمي أنّ مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة, ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}
كما أنّ العفو عن المسيء سبيل لنيل عفو الله ومغفرته، وهو يزيد المسلم عزًّا وكرامة, فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزًّا.
والله أعلم.