الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبداية نسأل الله تعالى أن يغفر ذنبك، ويحصن فرجك، ويُكرِّه إليك الكفر والفسوق، ويجعلك من الراشدين.
وإن أشد ما يؤلم النفس أن يأتي البلاء من ذي محرم لمحارمه، وأن يفتح باب الشر من كان مكلفاً بإغلاقه، ويتحول الحارس الأمين إلى خائن أثيم، والسبب في هذا كله هو غياب تطبيق النهج الربّاني في مناحي الحياة، ومنها: أمره صلى الله عليه وسلم بالتفريق بين الأولاد في المضاجع إذا بلغوا سن العاشرة، وهو في حق الكبار بالأحرى، فقد أخرج أحمد وأبو داود وصححه الألباني: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع. وما وقع فيه السائل من جرم مع محرمه هو نتيجة حتمية للتساهل في هذه الأوامر والآداب النبوية.
قال النفراوي رحمه الله صاحب الفواكه الدواني في الفقه المالكي: وأما تلاصق رجل وأنثى فلا ينبغي أن يشك في حرمة تلاصقهما تحت لحاف ولو من غير عورة ولو من فوق حائل، حيث كانا بالغين، أو الرجل والأنثى مع مناهزة الذكر، لأن المناهز كالكبير. انتهى.
والواجب على من وقع في هذه القاذورات أن يتوب إلى الله تعالى، بترك الذنب والندم عليه والعزم على عدم العودة إليه، ومن تاب تاب الله عليه. قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر: 53}.
وفي الحديث القدسي: يا ابن آدم؛ إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة. رواه الترمذي وصححه الألباني.
كما إننا ننصحك -أيها السائل- أن تصاحب أهل الخير والصلاح، وأن تحرص على القيام بالواجبات الدينية من صلاة وصيام ونحوهما، وتديم الاستغفار، وتتشبث بنوافل العبادات، فإن ذلك مما يطمئن القلب ويصرفه عن دواعي الشر، مع الأخذ بعين الاعتبار الابتعاد عن مواطن الفتن، والانصراف عما يقرب إليها؛ لأن المقترب منها كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه.
وننصحك أيضا بأن تستر على نفسك ولا تخبر أحدا بما جرى، لا قاضيا ولا غيره، ولا تكشف ستر الله عنك، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله جل وعلا. فاتشح بستر الله عليك، فالتوبة كافية في محو الذنوب، ولمزيد فائدة راجع الفتوى رقم : 15003.
وننبهك أخيرا أن بلوغ الصبي يعرف بإحدى علامات ثلاث، هي: خروج المني في اليقظة أو في المنام، وإنبات شعر العانة الخشن، وبلوغ سن خمس عشرة سنة قمرية، فمن اتصف بإحدى هذه العلامات فقد أصبح بالغا مكلفا مؤاخذا بفعله، ويأثم بارتكاب الحرام.
والله أعلم.