الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أما بعد:
فإنه لم يثبت أن النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ شاهد العرس قبل البعثة بمكة، والقصة التي ذكرها الشيخ المباركفوري في الرحيق المختوم ضعيفة السند، فقد ضعفها الحافظ ابن كثير في تاريخه البداية والنهاية: 2ـ 287، حيث قال: وهذا حديث غريب جدا.
وضعفها الشيخ الألباني في كتابيه فقه السيرة للغزالي ص: 73ـ وكتاب دفاع عن الحديث النبوي ص: 13ـ فأغنى ذلك عن تأويلها والحمد لله.
وأما حادثة لعب الأحباش بالحراب في مسجد النبيّ صلى الله عليه وسلم: فقد ثبتت في صحيح البخاري ومسلم، ولكنه لم يكن رقصا بالمعنى المتبادر من الرقص في زماننا، بل كان هزّا للحراب وتدربا على الجهاد، كما بيناه في الفتوى رقم: 160881.
وقد قال الأبيّ رحمه الله: وحمَل العلماء حديث رقص الحبشة على الوثب بسلاحهم، ولعبهم بحرابهم، ليوافق ما جاء في رواية: يلعبون عند رسول الله بحرابهم.
ولمزيد فائدة بإمكانك الوقوف على معنى الرقص وحكمه في الفتويين رقم: 1258، ورقم: 134103.
والله أعلم.