الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البدية نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانيه، وقد تضمن سؤالك عدة أمور وسنجيب عنها كما يلي:
1ـ إذا كان انفلات الريح يتوقف وقتا يتسع لفعل الطهارة والصلاة، فعليك أن تنتظر إلى هذا الوقت لتصلي فيه بطهارة صحيحة، وأما إن كان الريح لا يتوقف وقتا يكفي للوضوء والصلاة معا ـ كما هو الظاهر من السؤال ـ فإنك تتوضأ بعد دخول وقت الصلاة وتصلي بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل، ولا يضرك ما خرج من الحدث ـ ما دام وقت الصلاة باقيا ـ سواء خرج أثناء الصلاة أو أثناء الوضوء، إلا أن يحصل حدث آخر كبول أو نحوه.
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: الأصل أن خروج الريح ينقض الوضوء، لكن إذا كان يخرج من شخص باستمرار وجب عليه أن يتوضأ لكل صلاة عند إرادة الصلاة، ثم إذا خرج منه وهو في الصلاة لا يبطلها وعليه أن يستمر في صلاته حتى يتمها، تيسيراً من الله تعالى لعباده ورفعاً للحرج عنهم، كما قال تعالى: يريد الله بكم اليسر. وقال: ما جعل عليكم في الدين من حرج. انتهى.
وإن كان الحدث يتوقف قدر فعل الطهارة فقط دون الصلاة، فينطبق عليك حكم صاحب السلس؛ وراجع المزيد في الفتوى رقم: 26572.
2ـ لا يلزمك ما تقوم به من دخول الحمام ـ قبل الطهارة وقبل الوقت ـ لإفراغ الحدث، وتضييع الوقت الكثير في ذلك، فهذا فيه من المشقة ما لا يخفى, كما لا يلزمك إمساك الريح، ولا تجديد الوضوء أكثر من مرة إذا كنت صاحب سلس.
3ـ لا يجوز لك حضور المسجد لأداء الجمعة والجماعة، وصلاة التراويح وغيرهما إذا كان خروج الريح يتأذى منه من يصلي بجوارك, تفاديا لأذية المسلمين, وصيانة للمسجد, ويكتبُ لكَ أجر حضور جميع ما تقدم إذا علم الله منك الصدق والحرص على الحضور، وأنه لم يمنعك من ذلك إلا كراهة أذية المسلمين؛ وراجع في ذلك الفتوى رقم:112689 ، والفتوى رقم: 31302 .
والله أعلم.