الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أمر الشرع بالعدل بين الأولاد، ونهى عن تفضيل بعضهم على بعض حتى لا تثور الأحقاد والعداوة بينهم؛ ولذلك استحب أهل العلم التسوية بين الأولاد في سائر الأمور ولو بالكلمة أو القبلة.
قال ابن قدامة –رحمه الله- : .. قال إبراهيم : كانوا يستحبون أن يسوّوا بينهم حتى في القُبَلْ. المغني.
وقد نهى الشرع عن التحاسد، والحسد درجات بعضها محرم، وبعضها معفو عنه، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 7253
وطريق علاج الحسد بالتفكر في قبحه وسوء عاقبته، ومجاهدة النفس وحملها على الإحسان إلى المحسود.
قال الغزالي –رحمه الله- : " ..وأما العمل النافع فيه فهو أن يحكم الحسد، فكل ما يتقاضاه الحسد من قول وفعل فينبغي أن يكلف نفسه نقيضه، فإن حمله الحسد على القدح في محسوده، كلف لسانه المدح له والثناء عليه. وإن حمله على التكبر عليه، ألزم نفسه التواضع له، والاعتذار إليه. وإن بعثه على كف الإنعام عليه، ألزم نفسه الزيادة في الإنعام عليه. فمهما فعل ذلك عن تكلف وعرفه المحسود، طاب قلبه وأحبه، ومهما ظهر حبه عاد الحاسد فأحبه، وتولد من ذلك الموافقة التي تقطع مادة الحسد؛ لأن التواضع، والثناء، والمدح، وإظهار السرور بالنعمة يستجلب قلب المنعم عليه ويسترقه ويستعطفه، ويحمله على مقابلة ذلك بالإحسان، ثم ذلك الإحسان يعود إلى الأول فيطيب قلبه، ويصير ما تكلفه أولاً طبعاً آخرا، ولا يصدنه عن ذلك قول الشيطان له: لو تواضعت وأثنيت عليه، حملك العدو على العجز أو على النفاق أو الخوف، وأن ذلك مذلة ومهانة وذلك من خداع الشيطان ومكايده، بل المجاملة تكلفاً كانت أو طبعاً تكسر سورة العداوة من الجانبين، وتقل مرغوبها وتعود القلوب التَّآلُفِ وَالتَّحَابِّ، وَبِذَلِكَ تَسْتَرِيحُ الْقُلُوبُ مِنْ أَلَمِ الْحَسَدِ وَغَمِّ التَّبَاغُضِ. إحياء علوم الدين.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.