الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنشكر السائل الكريم على اهتمامه بدينه وتحريه لأحكام الشرع في معاملاته، وفيما يخص مشاركته مع هذا الرجل الأجنبي نحيله إلى الفتوى رقم:
5861 والفتوى رقم:
17220.
وأما مشروع صناعة ورق البردي فلا مانع منه شرعاً إذا لم يكن المقصود الغالب منه هو استخدامه لتصوير النقوش الفرعونية ورسومها.
ولعل السائل الكريم لا يخفى عليه أن هذه الآثار الفرعونية تلقى من الاهتمام من الأجانب ما لا يجده البشر الأحياء، وما ذلك إلا لحاجة في أنفسهم.. يريدون إحياء الجاهليات الأولى في نفوس الأجيال الصاعدة، وسلخها من دينها واعتزازها بتراثها الإسلامي.
وهؤلاء قوم أهلكهم الله بذنوبهم، فلا ينبغي للمسلم أن يعظمهم، أو يعطيهم من الاهتمام إلا ما يأخذ به الدروس والعظات والعبر.... بحال المتجبرين والظلمة والمستكبرين، وقد كره العلماء الانتفاع بآثار المكذبين للأنبياء الهالكين بغضب الله تعالى، لما جاء في الصحيحين عن
ابن عمر رضي الله عنهما:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى الصحابة عن استعمال ماء بئر ثمود الذين أهلكهم الله تعالى. بل ذهب بعضهم إلى التحريم، وإذا اشتملت النقوش على صور لذوات الأرواح التي ترسم باليد كانت محرمة في قول جمهور العلماء، وانظر الفتوى رقم:
13282.
ولهذا نقول للسائل الكريم: إذا كانت هذه الصناعة لا تستخدم إلا في النقوش الفرعونية فإنها لا تجوز شرعاً، ونسأل الله تعالى أن يعوضه خيراً منها.
وفيما يخص تحويل المال عن طريق الفيزاكارت فلا مانع منه.
والله أعلم.