الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الرد عن عرض من اغتيب يلزم كل من سمع الاغتياب؛ لعموم حديث: من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة. رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني.
وفي الحديث: ما من امرى يخذل امرءا مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته. وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه، وينتهك من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته. رواه أبو داود وحسنه الألباني.
وقد نص الصنعاني في سبل السلام على وجوب الرد عن عرض المسلم على من حضر، واستدل بالحديث المذكور، وبأن اغتياب المسلم من المنكر الذي يجب إنكاره فقال: فمن حضر الغيبة وجب عليه أحد أمور: الرد عن عرض أخيه ولو بإخراج من اغتاب إلى حديث آخر، أو القيام عن موقف الغيبة، أو الإنكار بالقلب، أو الكراهة للقول. وقد عد بعض العلماء السكوت كبيرة لورود هذا الوعيد؛ ولدخوله في وعيد من لم يغير المنكر؛ ولأنه أحد المغتابين حكما وإن لم يكن مغتابا لغة وشرعا. اهـ.
وإذا كنت في غرفتك وسمعت الغيبة لزمك إنكارها.
والله أعلم.