الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك الشفاء والعافية، ثم إننا ننصحك بأمور:
أولها: أن تحسني ظنك بالله تعالى وتتوكلي عليه سبحانه، وتعلمي علما يقينيا أنه سبحانه أرحم بك من أمك التي حملتك وولدتك وسهرت عليك وأرضعتك، وأن قضاءه لك هو الخير والمصلحة، وأنك قد تكرهين الشيء مما يقضيه سبحانه وفيه النفع لك، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
فارضي بقضائه وقدره واستسلمي لحكمه وأيقني أنه أعلم بما يصلحك منك بمصلحة نفسك، ففوضي له أمرك دون غيره سبحانه.
ثانيا: اعلمي أن عظم الجزاء مع عظم البلاء، فاصبري والتمسي المثوبة من الله تعالى، فإنه إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.
ثالثا: اجتهدي في الدعاء ولا تدعيه، فإن الشيطان هو الذي يزين لك ترك الدعاء ويوهمك أنه لا ينفعك، وارقي نفسك بالقرآن والأدعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وبخاصة الفاتحة والمعوذات، فإن فيها نفعا عظيما بإذن الله.
رابعا: إياك والسحرة والمشعوذين والدجالين، فإنهم لا يملكون ضرا ولا نفعا، فليس لك علاج إلا في القرب من الله وابتغاء مرضاته والاجتهاد في ذكره ودعائه، وأما هؤلاء: فالذهاب إليهم بلاء فوق البلاء، لأنه بلاء في الدين، وبلاء الدين ومصابه أشد.
خامسا: لا بد لك ـ فيما نرى ـ من مراجعة أحد الأطباء النفسيين الثقات امتثالا لوصية النبي صلوات الله عليه بالتداوي، كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا فستجدين هناك فائدة طيبة ـ إن شاء الله ـ وإذا ذهبت لطبيب نفسي فليذهب معك والدك أو والدتك ليدلهم الطبيب على الكيفية المناسبة للتعامل مع حالتك، نسأل الله أن يرفع عنك البلاء ويذهب عنك الضر إنه جواد كريم، ولمعرفة الرقية الشرعية، انظري الفتويين رقم: 1858، ورقم: 35298.
والله أعلم.