الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن مصدر العقيدة هو الكتاب والسنة لا العقل, والعقل لا يُستدل به على وجود أمور غيبية لم يرد ذكرها في الكتاب أو السنة, ولا أحد من علماء أهل السنة لا شيخ الإسلام ولا غيره يستدل بالعقل استقلالا, ولكن لما كان العقل السليم يشهد لما جاء به الكتاب وجاءت به السنة فإن العلماء يستشهدون بدلالة العقل ويُقرِّرون دلالته على ما نطق به الكتاب والسنة, وليس من باب استقلال العقل بالدليل, كما أنهم أيضا يستدلون بالعقل على بطلان الأقوال المخالفة للكتاب والسنة فتجدهم مثلا يقولون " وهذا باطل ظاهر البطلان شرعا وعقلا " أو " فهذا مما يعلم ببديهة العقل بطلانه " ونحو ذلك.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : فالعقيدة يجب أن تكون مبنية على كتاب الله وسنة رسوله، وأن يعلم الإنسان أنه لا مجال للعقل فيها لا أقول: مدخل للعقل فيها، وإنما أقول: لا مجال للعقل فيها، إلا لأن ما جاءت به من نصوص في كمال الله شاهدة به العقول، وإن كان العقل لا يدرك تفاصيل ما يجب لله من كمال؛ لكنه يدرك أن الله قد ثبت له كل صفات الكمال . اهــ , وانظر لمزيد من الفائدة الفتوى رقم 182599عن دور العقل في الدين، والفتوى رقم: 69219 بعنوان: قيمة ودور العقل البشري في الإسلام.
والله تعالى أعلم.