الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجب على زوجك تمليك إخوته الشقق التي ينتفعون بسكناها، ولا تلزمه طاعة أبويه في ذلك، لكن إذا أراد أن يرضي والديه ويصل إخوته بتمليكهم الشقق، فليس لك منعه من ذلك ما دام ينفق عليك بالمعروف، ولا ريب في أن حرص زوجك على بر والديه وصلة إخوته أمر محمود وعمل صالح ترجى بركته في الدنيا والآخرة، فكل ما يقدر عليه زوجك من بر والديه ولا يضره فالأولى ألا يبخل به عليهما، جاء في الفروق للقرافي: قِيلَ لِمَالِكٍ ... يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؛ لِي وَالِدَةٌ وَأُخْتٌ وَزَوْجَةٌ فَكُلَّمَا رَأَتْ لِي شَيْئًا قَالَتْ: أَعْطِ هَذَا لِأُخْتِك، فَإِنْ مَنَعْتُهَا ذَلِكَ سَبَّتْنِي وَدَعَتْ عَلَيَّ! قَالَ لَهُ مَالِكٌ: مَا أَرَى أَنْ تُغَايِظَهَا وَتَخْلُصَ مِنْهَا بِمَا قَدَرْت عَلَيْهِ، أَيْ وَتَخْلُصَ مِنْ سَخَطِهَا بِمَا قَدَرْت عَلَيْهِ.
والله أعلم.