الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالمعتِق – بكسر التاء – من جملة العصبة بالنفس , ومعنى بالنفس أنه عاصب بذاته من غير أن يُشترط لعصوبته وجود شخص آخر معه كما هو الحال في البنت وبنت الابن والأخت الشقيقة والأخت من الأب , فإن كل واحدة من هذه النسوة لا تكون عاصبة إلا مع وجود غيرها .
وترتيب المعتق بين الورثة هو الأخير بينهم كما ذكرناه في الفتوى رقم 133406 , فكل واحد من العصبة المذكورين قبله في ذلك الترتيب يحجبه عن الميراث حجب حرمان , وكذا يؤخر المعتق عن العصبة مع الغير وهي الأخت الشقيقة والأخت من الأب مع البنت لأن كل واحدة منهن تصير بمنزلة أخيها فتحجب من دونه في قائمة العصبة بالنفس , جاء في مطالب أولي النهي : حَيْثُ صَارَتْ الْأُخْتُ الشَّقِيقَةُ عَصَبَةً مَعَ الْغَيْرِ صَارَتْ كَالْأَخِ الشَّقِيقِ ، فَتَحْجُبُ الْإِخْوَةَ لِلْأَبِ ، ذُكُورًا كَانُوا أَوْ إنَاثًا وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ الْعَصَبَاتِ ، وَحَيْثُ صَارَتْ الْأُخْتُ لِلْأَبِ عَصَبَةً مَعَ الْغَيْرِ صَارَتْ كَالْأَخِ ، فَتَحْجُبُ بَنِي الْإِخْوَةِ وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ الْعَصَبَاتِ . اهــ
والمعتِقُ لا يحجب أحدا من العصبة قبله بل هم يحجبونه , وإنما يَحجُب المعتِقُ عصبَتَه هو المتعصبين بأنفسهم , لأن عصبة المعتق المتعصبين بأنفسهم ينتقل إليهم الولاء عند عدم وجوده كما قال في مطالب أولي النهى : وَالْمُعْتِقُ وَعَصَبَتُهُ الْمُتَعَصِّبُونَ بِأَنْفُسِهِمْ لِلْخَبَرِ وَالْإِجْمَاعِ . اهــ
فلو هلك هالك عن معتِقه وابنِ مُعتِقه فإن ابن المعتِق لا يرث هنا لوجود أبيه المعتِق .
والله تعالى أعلم.